من كتاب (تاريخ الشعوب الإسلامية )

من كتاب (تاريخ الشعوب الإسلامية )

إن التاريخ يحفل بالكثير من الأحداث بين طياته ولكي نستعرض كل تاريخ الشعوب فلابد لنا من سرد موسوعات وان كنت أركز الحديث عن الشعوب الإسلامية فلقد مررت بالكثير والكثير من الأحداث والمعارك لإعلاء راية الإسلام عندما وجدت هذا الكتاب الثرى في مكتبتي حقا الكتاب ليس بالهين فعدد الصفحات يتعدى ستمائة صفحة أو يزيد فلقد بدأت من أول أيام العيد الدأب على قراءته ولأكثر من أربع ساعات أو يزيد والى الآن لم أنتهي من قرائته
حقا أريد مشاركاتكم قراءة هذا الكتاب معي ولكن كتابته مرهقة جدا ويشق على في زخم الحياة وظروفها أن أتمكن من نقله كاملا
لذا

فسأكتب أكثر جزء أراه جديدا متفردا ورائعا أيضا سيجذب الكثيرين منكم؛ ما انوى كتابته لكم هي حقبة معينة من تاريخ الشعوب الإسلامية ألا وهى عصر المغول من بدايته إلى نهايته إن شاء الله
أتمنى أن تتمتعوا بقراءة ما نقلته كما تمتعت أنا واستفدت أيضا

يبدأ هذا الفصل بالحديث عن معنى تتر أو مغول
تختلف كلمة تتر بالمعنى العام باختلاف العصور؛ فلقد أطلق هذا اللفظ على جماعتين من قبائل التتر ورد ذكرهما في نقوش الارخون التركية التي ترجع إلى القرن الثاني الهجري ( الثامن الميلادي )؛ كما أطلق هذا الاسم على المغول عامة أو على فريق منهم.
وفى جميع الفتوحات المغولية التي وقعت في القرن السابع الهجري كان الفاتحون يسمون التتر في كل مكان نزلوا فيه؛ سواء أكان في الصين أم في بلاد الإسلام أم في بلاد روسيا وغرب أوروبا
ويسمى ابن الأثير أسلاف جنكيز خان باسم التتر وهم التتر الأوائل وكانوا يعرفون عند قدماء اليونان باسم سكيثيا أو سكوتيا
ولم يظهر اسم المغول على صفحات التاريخ حتى القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي ) ومن المرجح انه أطلق على تلك العشائر التي انضوت تحت لواء زعيم إحدى قبائلهم كان يحمل ذلك الاسم؛ ثم بسط ذلك الزعيم سلطانه على سائر العشائر المتحالفة؛ ومن ثم أطلق عليهم اسم المغول من باب إطلاق اسم البعض على الكل
وقد نزحت طائفة حربية من هؤلاء المغول إلى بعض بلاد أسيا الصغرى؛ وكان أعقابهم ( الذين صاروا أتراكا بلا شك ) يسمون بال تتر السود ( قراتتر ).وقد عاشوا عيشة بدوية وقت حملات تيمورلنك على البلاد الريفية الواقعة بين أماسيا وقيصرية وكانوا نحو ثلاثين أو أربعين ألف أسرة.وقد نفاهم تيمورلنك إلى أواسط أسيا فأنزلهم بايزيد الثاني العثماني بعض الأماكن في بلاد كاشغر وخوارزم ؛ ثم عاد هؤلاء التتر السود بعد وفاة تيمور لنك إلى أسيا الصغرى واستقروا بها من جديد .كذلك نرى في الروسيا وشرقي اوروبا اسم تتر يطلق غالبا على جميع الشعوب التركية ماعدا العثمانيين
وأما كلمة تتر بالمعنى الخاص فإنها لا تطلق إلا على شعب بعينه وهم سكان حوض نهر لفلجا الذين يعيشون في تلك البقعة من الأرض التي تمتد من بلاد قازان إلى استراخان وكذلك على سكان شبه جزيرة القرم وجزء من سيبيريا ويتكلمون التركية القديمة وقد استبدلت كلمة تتر بعد جنكيز خان في بلاد منغوليا وأواسط أسيا إلى بكلمة (مغل ) بضم الميم والعين ومازال هذا اللقب مستعملا حتى اليوم في بلاد الأفغان بين أعقاب المغول اللذين لا يزالون يحتفظون بلغتهم حتى الآن
ويقول مؤرخو الترك ونسابوهم أن النجاخان (بفتح الألف مع الهمزة واللام وسكون النون ) احد ملوك التتر في الأزمنة الغابرة ولد وله توأمان هما تتارخان ومغل خان كما هو الحال في ربيعة ومضر عند العرب وقد استمر أبناء تتارخان على صفاء إلى أن وقع النزاع بينهما في عهد ايلخان ملك المغل وسنج خان بضم السين ملك التتار؛ وأدى هذا النزاع إلى حروب انتهت بانتصار التتار وقتل ايلخان ملك المغل ومن ثم أصبحت سيادة التتار فاستذلوا المغول مدة طويلة حتى جمع هؤلاء جموعهم واتحدوا وحاربوا التتار وفلوا شوكتهم واستردوا ما ضاع من حريتهم فعادت بذلك سيادتهم؛ وأصبح الملك متوارثا فيهم إلى زمن ( يسوكى بهادرخان ) والد جنكيز خان

جزاكم الله خيراا

» الخلافة الإسلامية
» أنواع الحضارة الإسلامية
» تاريخ الخلافة